وادي كشتمنــــــة
تلك القرية الجيدة المباني من الطراز النوبي الجميل والواقعة
علي الضفتين شرق وغرب ، وهي من المناطق والجهات القليلة
التي تبلغ الأراضي الزراعية فيها بعض الأتساع مثل قرشة
ووادي حلفا ، فيها شقت قنوات تحمل المياه إلي الحقول
المجاورة للجبل ،وعندما يهبط منسوب المياه تروي الحقول
بالسواقي وتزرع الزرعة الأولي ذرة وتحصد في ديسمبر
ويناير ثم تروي الأرض ثانية وتزرع شعيراً ، وقد تزرع الأرض بعد
حصاده مرة ثالثة محصولاً صيفياً ويباع الشعير والذرة أو يؤكل
فريكاً مسلوقاً ، ويصاب المحصول في كثير من الأوقات أذي
بالغ من أسراب العصافير الدورية التي تغير عليها أفواجاً
لا يقوي علي دفعها جهود الصبيان مجتمعة .
تعد كشتمنة من الصحاري الواسعة وخصوصاً من الشرق والغرب
لذا كانت مسرحاً لحرب دارت وأشتبك فيها المماليك مع جيوس
إبراهيم بك في معركة أنتهت بفرار المماليك والتقهقر للجبال
الشرقية والإعتصام فيها لعدة شهور حتي تعود الجيوش إلي
أسوان ، فهبط معظم البكوات إلي ضفاف النيل في مايو 1812م
وكان منسوب المياه في النهر منخفضاً جداً في وادي كشتمنة
ومعهم نساءهم ومتاعهم وواصل فريق من المماليك السير
جنوباً علس ضفة النيل الغربية وهم ينهبون القري التي مرورا بها
نحو الجنوب الدر ووادي حلفا والسكوت والمحس ، أما الامراء من
البكوات فقد أصطحبوا مماليكهم وأتخذوا أقصر الطرق عبر الصحراء
الغربية والتأم شمل الجميع مرة اخري علي ضفاف النيل قرب أرقـــو
وهي من أهم القري الداخلة في أملاك ملك دنقلة وبلغ عددهم
300 من المماليك ومثلهم من العبيد المسلحين وهم بقايا يائسة
تخلفت عن نيف وأربعة آلاف رجل وهو عددهم يوم بدأ محمد علي
السيادة علي مصر وذبح منهم 1200 رجل وعلي رأسهم الزعيم
شاهين بك .
تعتبر كشتمنة من القري الكنزية التي لها أمتداد عرقي ونسبي وقبلي
مع قري الكنوز ، وأشتهرت بالكثبان الرملية الشاهقة عبر الضفتين
وخصوصاً من ناحية الغرب الأكثر رمالاً عن البر الشرقي .
بلغ عدد أفراد كشتمنة عند الهجرة 1603 شخص وبعدد أسر
630 أسرة كانت مقيمة داخل وادي كشتمنة بالشرق والغرب
بخلاف المغتربين من أهلها والمعروف عنهم حيهم للسفر
والعمل في الشمال وقد قامة الحكومة ببناء 338 مسكن
لأهل كشتمنة غرب وبناء 292 مسكن لأهل كشتمنة شرق
في النوبة الجديدة .
وكان للشيخ محمد فضلون كرامات وحكايات كثيرة شغلت كل
أهل وادي كشتمنة والنوبة لعمله الصالح والتقي ويوجد له
مزار في النوبة الجدية يأتي اليه كل محبي الشيخ من أرجاء
النوبة .
وانتظروا باقى قرى النوبة