العالم فضيلة الإمام المرحوم / محمد عبد العزيز أحمد
أمام مسجد عنيبه
تاريخ العظماء حافل ومليء بالعطاء الهائل والنوعي, وأن حياتهم تبقى جوانب فيها مضيئة أكثر من غيرها, هذا أذا كانوا عظماء عاديين, أما إذا كانوا عظماء روحانيين بمعنى أرفع وأسمى من المادة والشهرة والدنيا, فإن حياتهم تكون أنصع باعتبارها متصلة بالسماء, وكل ما اتصل بالسماء يسمو بطبيعته, وهكذا كان العلامة الإمام / محمد بن عبد العزيز.
وقد كتب أحد أساتذتي الأجلاء وهو الأستاذ / سيد الحسن محمد خير, عن سيرة مولانا الشيخ المرحوم / محمد بن عبد العزيز في مجلة عنيبه وقال : تهيبت الكتابة عنه في بادئ الأمر إجلالاً وتعظيماً وما زادني تهيباً ومهابة نزعته الدينية المتشددة وتكوينه الروحي المهيب وقوة شخصيته ووقاره وهيبته ومكانته بين القوم في كل مجمع. فقد كان إمام المسجد الحكومي الوحيد على مستوى بلاد النوبة كلها وأحد دعاة الإسلام وأئمته وقد أعطاه الله بسطة في الجسم وبسطة في العقل وبسطة ثالثة هل تلك اللحية البيضاء وطول قامته تزيده وقاراً وهيبة ومقاماً.
وفضيلة الشيخ مولانا المرحوم /محمد عبد العزيز من مواليد قرية عنيبة بنجع المقاصر عام 1903م
حفظ القرآن الكريم على يد سيدنا المرحوم السيد / حمزة عثمان والتحق بالأزهر الشريف وتخرج منها يحمل العالمية في علوم القرآن الكريم حيث كان من ضمن الخمس الأوائل الذين أجادوا تلاوة القراءات السبع للقرآن الكريم.
كان الفقيد من أنصار السنة المحمدية والمتشددين بمبادئ الكتاب والسنة ومن أوائل الأعضاء المؤسسين للجمعية الشرعية الإسلامية وكان يملك صوتاً جهوراً ترتج له جنيات المسجد وأركانه إذا ما أعتلى المنبر خطيباً يشد الانتباه فيتشوق إليه المصلون ويستمعونه وكأن على رءوسهم الطير.
رحم الله الفقد فقد كان رجلاً فاضلاً وقوراً وصريحاً واضحاً لا غموض فيه ولا التواء تكاد تعرف سريرته من وجهة المعبر.
توفي في أول أغسطس 1967م
فسلام على الطيبين الراحلين... وسلام عليه بين الشهداء والمجاهدين.
بهذا الدعاء أنهى أستاذي / سيد الحسن محمد خير حديثه عن مولانا فضيلة الأمام / محمد عبد العزيز أحمد جزى الله الأستاذ/ سيد الحسن خير جزاء.
بعده استلمت الحديث أستاذي وشقيقي الحاج / سيد حسن بقوري ليدون لنا بعض ما في ذاكرته عن سيرة الشيخ العلامة المرحوم / محمد عبد العزيز .
ويقول شقيقى الأستاذ / سيد بقوري
علاوة على ما ذكره الأستاذ / سيد الحسن محمد خير عن سيرة المرحوم الشيخ / محمد عبد العزيز أتذكر الآتي:-
- زملاء المرحوم الشيخ محمد في الدراسة هم:-
أ- فضيلة الشيخ / محمد متولي الشعراوي, والشيخ محمد كرمى عيسى كان عميداً للثانوية الأزهرية بأسوان ثم مديراً للمنطقة الأزهرية بأسوان و الشيخ كرمى من جبل تقوق بأسوان .
والشيخ محمد عبد الماجد المنسي من عرب أسوان وكان من قيادات التربية والتعليم بأسوان رحمهم الله تعالى.
ب- أن المرحوم محمد كرمى عيسى والمرحوم محمد عبد الماجد المنسى والشيخ محمد عبد العزيز كانوا يعيشون معيشة واحدة ويذاكرون دروسهم مع بعضهم وكانوا يتنقلون في أي مكان داخل القاهرة مع بعضهم .
ج- من أعمال المرحوم الشيخ محمد عبد العزيز أنه قام بتحفيظ وتجويد القرآن الكريم لبعض المواطنين منهم على سبيل المثال لا الحصر:-
1- المرحوم الشيخ محمد عثمان شريف.
2- المرحوم الشيخ عبد الله أحمد الكنزي.
3- المرحوم الحاج محمد عثمان أحمد ( أ./ محمد أفندي عثمان) ابن عافية وعنيبة.
4- المرحوم الأستاذ خليل عبده صالح (سكرتير مدرسة عنيبه) من أبناء أرمنا الكرام ، من الشخصيات النوبية العظيمة.
5- المرحوم الأستاذ محمد أحمد أسحق ، ابن عنيبة وتوماس.
- وقد قام بمراجعة وتجويد القرآن الكريم للمرحوم الشيخ عامر صالح عثمان سعدون.
• كان في النوبة القديمة يتنقل من أدندان إلى دابود أي في أي بلدة توجد بها مشاكل لحلها رغم صعوبة المواصلات آنذاك في النوبة القديمة.
• كان يجالس أهل مقاصر بصفة دائمة ثلاثة أيام في كل أسبوع (الثلاثاء – والأربعاء والخميس) وكانوا يتدارسون القرآن والفقه وحل مشاكل العائلة إن كانت موجودة وباقي أيام الأسبوع الجمعة والسبت والأحد والاثنين في عنيبه قبلي (سنسرة والمستعمرة)
وكان فضيلة الشيخ مولانا الجليل / محمد عبده نور ، رفيق درب العالم العلامة الشيخ محمد عبد العزيز ، واقرب اصدقائه.
رحمهم الله تعالى وأن يجمعنا وإياهم في جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء.
ووختاما أتقدم بالشكر الى أساتذتي الأجلاء / سيد الحسن محمد خير، و سيد حسن بقوري.
والشكر موصول مقدما لكل من يضيف أي معلومة على السيرة الذاتية لمولانا الامام المرحوم / الشيخ محمد عبد العزيز