التطوع.. أول خطوات "التنمية بالإيمان"
"تنمية بالإيمان".. مصطلح أطلقه الداعية عمرو خالد من أجل تحويل الطاقة الإيمانية لدى الشباب إلى طاقة إيجابية فعالة في تنمية المجتمع، أي أن يتم استغلال طاقة الشباب الإيمانية فيما ينفع المجتمع ويعمل على تقدمه ونمائه.. فلا تنمية حقيقية بدون إيمان.. ولا إيمان فعلي بدون السعي إلى تحقيق النهضة بمجتمعاتنا الإسلامية. وتحقيق التنمية في أي مجتمع يقوم به طرفان، الأول: الحكومات والجهات الرسمية، والثاني الشباب والجمعيات الأهلية، فالطرفان لا غنى عنهما في عملية النهضة.
زكاة علم
والتنمية تحتاج إلى شباب يؤمن بثقافة التطوع، ويراها واجباً دينياً قبل أن يكون مجتمعياً، فالمتطوع هو الشخص الذي يتمتع بمهارة وخبرة معينة يستخدمها لأداء واجب اجتماعي بدون انتظار مقابل، فما يقدمه يعتبر زكاة علم ووقت.
والتطوع يعتبر مجهوداً فردياً أو جماعياً، كالجمعيات والنقابات والأندية وهو ينبع عن رغبة ذاتية دون إجبار أو إلزام.
كما يعد التطوع، فرض كفاية، لأنه يهدف إلى مشاركة ذوي المهارات، والذين يتوافر لديهم الوقت في تقليل المشاكل التي تواجه المجتمع والإسراع في التنمية، حتى يصبح كل مجتمع هو الأفضل.
مكاسب شخصية ومجتمعية
والتطوع يحقق مكاسب شخصية للمتطوع لأنه:
- يشبع للمتطوع إحساسه بذاته وبفعاليته ونجاحه في المجتمع، حتى ولو لم يؤد عمله التطوعي إلى اكتسابه لأي شهرة، فهو يشعر أنه أحد أسباب تغير المجتمع إلى الأفضل.
- يساعد الفرد على الحصول على مكانة أفضل في المجتمع، لأنه يتعلم مهارات جديدة ستفيده بالتأكيد فيما بعد في عمله.
- يخلق علاقات اجتماعية جديدة لصالح المتطوع، فهو دوماً يشعر بأن المجتمع هو امتداد لأهله وجيرانه وأصحابه.
- يزيد من شعور المتطوع بالانتماء للمجتمع والدولة.
ويؤدي انتشار ثقافة التطوع إلى:
- مساعدة الحكومات على تحقيق أفضل نتيجة من أجل تنمية الدولة بأسرها.
- إظهار حيوية المجتمع وإيجابياته.
- إبراز الصورة الإنسانية للمجتمع وتدعيم التكامل بين أفراده.
والمتطوع في الإسلام يجب أن يكون عمله خالصا لوجه الله، خالي من المظهرية والنفاق ومحترم لكرامة المتلقي للمساعدة سواء كان هذا التطوع بالمجهود أو بالمال.
وهؤلاء قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم في الخير وحبب الخير إليهم أنهم آمنون من عذاب يوم القيامة".
وانتظروالمذيد