أخي الكريم .... خدعك من قال لك أن الشر يقطع بالشر ...
ولكن الحقيقة أن لا يطفئ الشر إلا بالخير.....
وخدعك أيضا من قال لك أن النار يطفئ بالنار..ولكن الحقيقة أن النار يطفئ بالماء.....
أعلم علم اليقين بأننا لسنا مجتمع ملائكي، نحن أيضا كسائر البشر يوجد لدينا
الصالح والطالح ... فالمنزل الواحد يوجد به الصالح والطالح....
فكل واحد منا معرض للخطأ ....وكل واحد منا لديه أشياء يحبها وأخرى يكرها...
وكذلك الآخرين ، وكل واحد منا يختلف عن الآخر في طبائعه ...
فربما يكون اختلافنا ناتج عن اختلافنا مستوانا التعليمي أو الثقافي ...
فمنا من هو تعليمه وثقافته عالية ... ومنا من هو تعليمه وثقافته متواضعة مثلي...
فلذا فالاختلاف وارد بيننا ....وربما يؤدى ذلك لحدوث بعض المشاكل بيننا ( لا سمح الله )....
وسأسرد بإذن الله في هذا المقال المتواضع بعض الخطوات التي تساعدنا فى حل المشكلة
وتصغير حجمها .... وسأذكرها على شكل نقاط:
أولا : استعذ بالله من الشيطان الرجيم :
قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
وعن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال : كنت جالسا مع النبي -صلى الله عليه وآله وسلم – ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه , وانتفخت أوداجه , فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ( إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ) فقالوا له : إن النبي - صلى الله
عليه وآله وسلم - قال : ( تعوذ بالله من الشيطان ) رواه البخاري .
ثانيا : لا تغضب :
لا تغضب ... هذه وصية جامعة وإعجاز نبوي ... ومن الأمور التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاسترسال فيها الغضب ، فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره ، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ،
قال : ( لا تغضب ، فردد مرارا ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري .
و ينبغي على الإنسان لحظة حدوث المشكلة أن لا يغضب ، ولا يعطي نفسه إشارات بحب الانتصار للمشكلة ، أو القضاء عليها في وقتها بأي طريقة كانت ، لأن ذلك يؤثر تأثيرا سلبيا عليه .
ثالثا : لا تحاول أن تحل مشكلة بمشكلة ، أي لا تطفئ النار بالنار
هناك من يريدون أن يحلُّوا مشاكلهم بمشاكل ، ويريدون أن يجتثوا المشكلة في أسرع وقت ، ويزيدوا من لهيبها وتوقدها بحلول مرتجلة لا تمتُّ للعلاج بصلة ، فيجب على المرء عند حدوث مشكلة أن ينظر لها جميع جوانبها ، ثم يختار العلاج الأنفع والأنجع في حلها وإنهائها ..
رابعا : أمسكك لسانك ويدك :
فسرعة الرد بالسب واللعن والشتم وكتابة الألفاظ البذيئة التي يحفظها تزيد المشكلة لهيبا وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( ليس المؤمن بالطعان ، ولا بالعان ، ولا بالفاحش ، ولا بالبذيء ) صححه الألباني ..
فليمسك الإنسان لسانه ، فاللعن والسب والشتم هو متنفس العاجزين .
وفى المنتديات إذا رماك أحد الأعضاء بكلمات تغضبك ، فاصبر ولا تكون أول الرادين ، فأترك الفرصة لغير بالرد نيابة عنك فربما رد الآخرين يجعله يتراجع عن كلامه ويعتذر إليك.
خامسا : انظر إلى منابع المشكلة:
كل مشكلة لها أبواب وطرق ولوجها ، فالواجب علينا أن نبحث على هذه الطرق والأبواب و نغلقها ، بذلك تتجنب حدوث المشاكل لك.
سادسا : كن حليما:
الحلم صفة حميدة ... وفضيلة من فضائل الأخلاق ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث الشريفة في فضل العلم.. منها قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الرجل المسلم ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم)
وفي تعاملك مع الناس , لا بد من تتميز بالحلم , لأنك ستتعامل مع بشر, يصيبون ويخطئون , ومن البديهي أنك ستتعامل مع نفسيات مختلفة, وشخصيات متبانية ومن المسلّم به أنك ستلتقي بأناس يخطئون معك ويرتكبون بحقك حماقات أو لثُقّل سيرتكبون تجاوزات تجاه شخصيتك!! ولكن...المهم لأن تواجه هؤلاء بـ ابتسامة صادقة , وأعصاب هادئة , ونفسية قوية , وشخصية ثابتة... وسترى كيف يتحول أعداؤك الألداء إلى أصدقاء حميمين .
سابعا : لا تشتكى أهلك لأحد:
هذه نصيحة خاصة فى حالة حدوث مشكلة بينك وبين أهلك ( لا سمح الله) بعض الناس عندما يغضب من أهله ، يبدأ ينفس عن نفسه بشكواهم على غيره، وهذا ما يزيد من حدة المشاكل بين الأسرة ، وقد ورد في إحصاءات
أن سبب الطلاق بين الزوجين هو نشر أسرار بعضهما على الغير ، وقد بلغ ذلك بنسبــة 80 %– 90 % تقريبا في إحدى الدراسات، فإذا أردت أن يخيم الاستقرار في بيتك، فلا تزرع في نفسك ونفوس أسرتك حب الشكوى على الغير عند حدوث المشكلة. إن الشكوى للغير يجعل الأسرة مضطربة ومهزوزة
في أعين المجتمع ، لأن المشكلة انتشرت وتضخمت وهي لا تستحق ذلك ، وبالتالي شكل ذلك مشكلة أعظم من المشكلة التي سببها المتبرم من المشكلة. فينبغي أن يكون الإنسان على درجة عالية من الوعي ، ومستوى متميز في حل المشكلة إن أراد المساعدة من الغير .
هذه الخطوات بعض من الخطوات التي تساعدنا فى حل مشاكلنا وليست كلها.
ونسأل الله سبحانه وتعالى إن يجعل منتدانا خاليا من المشاكل.
أخير أنا لا أدعوا إلى المثالية ، أو احلم بأن نعيش فى المدينة الفاضلة ولكنى أحاول إن نقلل من وقوع المشاكل بقدر المستطاع .
فبالخير وعلى الخير نحيا، ونسأل الله أن يختم أعمارنا عليه وأن يحتسبنا عنده من الأخيار.