هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصوردردشةالتسجيلدخول

 

 المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد كمال
نوبـــــــــــــــى صميـــــــــم
محمد كمال


عدد الرسائل : 578
رقم العضوية : 37
تاريخ التسجيل : 25/04/2008

المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم ) Empty
مُساهمةموضوع: المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم )   المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم ) Icon_minitimeالإثنين 16 فبراير 2009 - 2:59

النوبة.. قرن من المرارة (الحلقة الرابعة والأخيرة) قضية انفصال النوبة.. هل تحاسبون المذبوح على صراخه؟

كتب نشوى الحوفى ١٦/ ٢/ ٢٠٠٩

هل يبحثون بحق عن انفصال، وإقامة منطقة حكم ذاتى؟ سؤال يطرح ذاته على سكان النوبة، خاصة فى قرى التهجير، التى انتقلوا إليها عقب الشروع فى بناء السد العالى، حيث يخرج بين الحين والآخر صوت نوبى يعيش فى الخارج، ينادى بحقوق النوبيين الضائعة، وما تعرضوا له من ظلم واضطهاد على مدى تاريخهم.

فى النوبة الطيبة، يشكو السكان من التجاهل، والإهمال، وعدم تقدير تضحياتهم، ولكنهم ينفون بشدة ما يتردد عن رغبتهم فى الانفصال، أو تكوين حكم ذاتى مع النوبة السودانية، فيردون على من يسألهم ذلك السؤال بالقول: «وأين لنا بإمكانات دولة؟ وهل لنا بلد غير مصر؟ أصولنا، رغم اختلاف العادات والتقاليد عن غيرنا من المناطق فى مصر، تنتمى للطين المصرى، نحن أصل الحضارة هنا ونحن الذين بنيناها، فكيف ننفصل عنها؟» أسئلة منطقية تنفى كل ما يتردد على ألسنة البعض فى الداخل والخارج أيضاً، عن رغبة أهل النوبة فى الاستقلال بحكم ذاتى.

حجاج أدول، أديب مصرى من أهل النوبة، ولد فى عام ١٩٤٤ وله العديد من الأعمال التى حازت التقدير، لكن شهرته لم تكن بسبب موهبته الأدبية وحسب، بل جاءت بما أثاره أيضاً من جدل، حين نسبت إليه بعض الصحف تصريحات عن مطالبته بإقامة حكم ذاتى لبلاد النوبة، تجمع شمال السودان وجنوب مصر، إلى جانب مشاركته فى المؤتمر الذى نظمه المهندس عدلى أبادير لأقباط المهجر فى واشنطن، مندداً بما يتعرض له النوبيون من اضطهاد، وهو ما دعا بعض الكتاب إلى المطالبة بفصله من اتحاد الكتاب المصرى، لكنه دافع عن نفسه بالقول: «لم أشارك فى مؤامرة لتدويل قضية النوبة كما ادعى البعض، فالمؤامرة حدثت مع تهجير النوبيين وتوطين غيرهم فى الستينيات،

والسؤال: لماذا أعادت الحكومة المصرية مهجرى قناة السويس، وترفض إعادة النوبيين؟ ألسنا مواطنين مصريين مثل غيرنا! حتى عندما منحت اليونسكو أموالاً للحكومة المصرية لإعادة توطين النوبيين، أنشأت الحكومة ١٨ قرية فى الموطن النوبى وأسكنت بها غير النوبيين؟ ألا يُعد هذا اضطهاداً؟ وما العيب إن شاركنا فى مؤتمر وطنى قبطى، محوره الأساسى كان يدور حول «الديمقراطية فى مصر للمسلمين والمسيحيين، واتصالها بالديمقراطية فى الشرق الأوسط»، حضره أغلب الأقليات بالشرق الأوسط، حتى من السنة والشيعة، أى أنه كان مؤتمراً وطنياً.

يقول أدول: لا يعلم الكثيرون أن النوبيين يشكون من أوضاعهم منذ عام ١٩٤٧، ولكن لم يلتفت إليهم أحد، وحين تكلمت عن حقوقنا النوبية، فى مؤتمر الأقباط بواشنطن، قامت الدنيا ولم تقعد وحاولوا تلويث سمعتى بالأكاذيب، مرددين أننى أنادى بالانفصال، وهو اتهام أنا منه بريء، فأنا من رفع شعار «النوبة وصل لا فصل»، وأنا من كتب أن النوبة هى «الواو» النوبية التى تجمع مصر والسودان، وأنا من قلت: لا يكفينا دورنا النوبى فى تكامل شعبى وادى النيل السودانى والمصرى، بل علينا أن نمهد ثقافيا مع جميع شعوب حوض النيل، لتشجيع الاقتصاد المشترك، لأن هذا سيزيد من ارتباطنا بشعوب حوض النيل، فيؤمنون لنا المياه. فهل فى ذلك انفصال؟ لقد سئمنا من وعود تقال لنا على سبيل التهدئة، أتحاسبون المذبوح على صراخه؟ نحن مواطنون مثلنا مثل غيرنا.

تحت شعار «النوبة بين التوطين والتطوير»، اجتمع فى أبريل ٢٠٠٧، عدد كبير من النوبيين على مدى ثلاثة أيام فى أحد فنادق الجيزة، فى مؤتمر كان الأول من نوعه، ليناقشوا مشكلاتهم. نظم المؤتمر المركز المصرى لحقوق السكن، بتمويل من إحدى المؤسسات الألمانية المعنية بالشأن النوبى، بلغ ١٨٠ ألف دولار، حضر النوبيون، وغابت الأطراف الحكومية التى دُعيت للمشاركة فيه، وهو ما دفع البعض للتساؤل عن أهداف منظمى المؤتمر ومموليه من تنظيمه، إلا أن منال الطيبى رئيسة المركز أكدت وقتها أن الأمر ليس به أى أهداف،

وأن المركز شأنه شأن العديد من الجمعيات الأهلية، التى تتلقى الدعم والمساعدة من قبل منظمات عالمية، تسعى لمنح الإنسان حقوقًا يعجز عن الوصول إليها، مؤكدة أن المركز يخضع لإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وليس بعيدا عن أعين الحكومة، وأن سبب تنظيم المؤتمر، تلقى المركز شكاوى أسر نوبية تطالب بحقها فى إعادة التوطين فى قراها بجوار السد.

عندما تتحدث مع أهل النوبة سواء من يعيشون فى قرى التهجير، أو على ضفاف النيل كسكان غرب سهيل، تشعر بحنينهم للماضى الذى كانوا فيه شعباً واحداً فى مصر والسودان، فى علاقة يصعب تفسيرها إلا فى ضوء إحساسهم بانحدارهم من سلالة واحدة، ووجود جذور عائلية مع سكان النوبة فى شمال السودان. ولكنهم لا يتكلمون عن بلد غير مصر، وهو ما يفسره الكاتب والمفكر دكتور ميلاد حنا، بالقول: «من حق النوبيين أن يكون لهم خصوصية ثقافية، يرتبطون فيها مع نظرائهم فى السودان، وهذا طبيعى نتيجة موروث ثقافى يمتد لآلاف السنين، ولكن هناك استحالة قيام دولة نوبية كما يرى البعض، لأنه لا تتوافر لها أى مقومات سكانية، أو موارد اقتصادية لقيامها».

يلتقط طرف الحديث الأديب النوبى حجاج أدول، ليؤكد أن النوبيين ليسوا مجرد أقلية، ولكنهم من الشعوب الأصلية الذين - وحسب مواثيق الأمم المتحدة - لهم حق العودة إلى موطنهم مادام سبب التهجير قد زال، مفسراً زيادة ما يشعرون به من غبن بالقول: «النوبيون أقلية، تختلف عن بقية الأقليات فى مصر»، ويضيف: «لقد هُجر النوبيون من موطنهم،

فى حين أن بدو سيناء ورغم ما يعانونه من مشكلات، مازالوا فى موطنهم، فى حين أن خصوصية النوبة تأتى من علاقتهم بالنيل الذى نشأوا على ضفافه منذ آلاف السنين، وأجبروا على الرحيل عنه، ويعجزون عن العودة له، لذلك عذاباتنا أعمق من الأقليات الأخرى. فهوية النوبى نيلية، كسكان غرب سهيل الذين لم تزل نفوسهم رطبة بمياه النيل، ومن دونه يفقد النوبى الكثير، وطردنا لصحراء تابعة لأسوان كان كحكم القتل بالنسبة لنا، ولا نتمنى سوى العودة لموطننا الحقيقى جنوب السد».

مسعد الهيركى، أحد أبناء النوبة، الذين شقوا طريقهم خارج أرض الذهب، ونجح فى أن يكون واحداً من رجال الأعمال، يرى أن هناك مبالغة فى مشاعر الاضطهاد التى يعلنها البعض، بين الحين والآخر من أبناء النوبة،

ويضيف: «ربما لطبيعة النوبى الصادقة التى لا تعرف الكذب فى الحديث، والتى ترى كل شيء إما أبيض أو أسود، يأتى هذا الإحساس الغارق فى الظلم، وخاصة مع الابتعاد عن أراضى الأجداد وهى تعنى الكثير للنوبيين، ولكن مشكلة النوبيين أنهم لم يخرجوا خارج إطار النوبة، ليعرفوا أن ما يعانون منه يعانى منه معظم قرى مصر، وأنه لا يوجد تمييز ضدهم كما قد يصور البعض، والدليل بدو سيناء الذين يشعرون بنفس المشاعر ولديهم الكثير من المشاكل، وأهل الصعيد الذى يعانى من الفقر والتهميش. المشكلة ليست فى النوبة ولكنها فى الأوضاع السيئة التى لا تجد لها أى حلول فى مصر».

النوبيون فى الجنوب يؤكدون أنهم لم ولن يفوضوا أحداً بالحديث عنهم، فى أى مطالب بالانفصال، ولكنهم يتعجبون من حجم التجاهل الذى يتعرضون له، مستشهدين بالعديد من المواقف التى ترسخ لديهم ذلك الإحساس، ومن بينها توصيات لجنة الإسكان والمرافق بمجلس الشعب عام ١٩٨٥، وكان يرأسها الدكتور ميلاد حنا، وكانت قد أوصت بإيجاد حلول لمشكلات التربة، والتصدعات فى المنازل، والصرف الصحى، والبطالة، لكن أحدا لم يلتفت لتلك التوصيات وكأنها لم تكن ليظل حالهم كما هو، إلى جانب عدم الأخذ بآراء لجان الحصر والتوزيع، فى مراقبة التنمية الريفية بكوم

أمبو عام ١٩٩٣ ، والتى ألزمت الأهالى بتقديم الأرقام المسلسلة للتعويضات

التى تسلموها فى الستينيات، لإثبات الملكيات فى النوبة القديمة،‏ فقدموها مرفقة بالشهادات المطلوبة، وعلى الرغم من مرور نحو ١٥ عاماً فإن شيئاً لم يتغير.

ويقول عم دهب: «لنامطالب نتمنى أن تجد من يسمعها، فى مقدمتها إعادة تقييم التعويضات الهزيلة التى صرفت للمهجرين فهل يصدق أحد أن تكون قيمة مركب ٥٠ جنيهًا، والنخلة ١٠ قروش حتى لو كان هذا فى زمن الأسعار الرخيصة، نطالب بتخصيص الأراضى المستقرة شاطئيًا حول بحيرة السد العالى وما حولها دون مقابل للنوبيين الذين كانوا يقيمون فيها قبل بناء السد، وتحويل منطقة التهجير الحالية المعروفة باسم «نصر النوبة» إلى منطقة عمرانية، وتشغيل الشباب النوبى العاطل فى مشروعات إنتاجية للقضاء على ظاهرة البطالة، فهل يستكثر المسؤولون تلك المطالب علينا؟».

التهجير والابتعاد عن أحضان النيل ليس وحده ما يزعج النوبيين، ولكن يحزنهم ذلك التهميش الإعلامى، والثقافى والاجتماعى لهم، وهو ما يقول عنه جمال محمد - ٧٣ عاماً -: «منذ عامين مرض ابن عمى، واضطر للسفر للقاهرة لإجراء عملية جراحية فى مستشفى مصر للطيران، وفى أحد الأيام قمت بالاتصال به للاطمئنان عليه، فوجدت عامل التليفون يسألنى عندما لاحظ تغير لهجتى عما إذا كنت سودانياً، فأجبته بأننى من النوبة، فرد على بقوله: «يعنى من السودان».

يومها حزنت، فلم يكن الوحيد الذى يقول لى هذا الكلام، وللأسف فإن بعض المصريين يروننا أفارقة، غرباء عنهم، لا تجد أعمالاً تليفزيونية تعبر عنا، وعن حياتنا، غير مسلسل كارتون الأطفال بكار».

«ناويين لما نرجع تانى، لبلاد الجمال ربانى، جوه البيت نزرع نخلة، تطرح خير وتعمل ضلة، والعصافير تلقط غلة، فى الحوش الكبير والرملة، جار الساقية فى العصرية، نحكى حكاوى، والأفراح حتملا الناحية ويا غناوى، مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب...للنوبة».. تلك أشعار أهل النوبة فى قرى التهجير، وأحلامهم أيضاً.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد كمال
نوبـــــــــــــــى صميـــــــــم
محمد كمال


عدد الرسائل : 578
رقم العضوية : 37
تاريخ التسجيل : 25/04/2008

المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم )   المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم ) Icon_minitimeالإثنين 16 فبراير 2009 - 3:03

البيت النوبى.. قباب وشمس وهواء وزخارف وزينة ونظافة

كتب نشوى الحوفى


هو تحفة معمارية ببساطة تصميمه، وطلائه المميز بنقوش تجمع بين كل العصور التى عرفتها الحضارة المصرية، وتكوينه الذى لا يرتفع عن سطح الأرض سوى بطابق واحد، وفنائه الداخلى الذى يحتضن غرف المنزل فى خصوصية تضمن لساكنيه الرحابة، والحياة المريحة.

ذلك هو البيت النوبى الذى جابت شهرته العالم ليصبح تصميمه واحداً من التصميمات التى يلجأ إليها عشاق التجديد، بدءاً من المعمارى المصرى الراحل حسن فتحى، الذى استمد بعض فكره من هذا الطراز، انتهاءً بالمعمارى الأمريكى الشهير مايكل جريفث، مصمم مدينة الجونة المصرية بالغردقة على الطراز ذاته.

فى الماضى كان البيت النوبى يقام على سفح الجبال أو قمتها، ليكون بعيداً عن مجرى فيضان نهر النيل، كانت الحجارة والرمل والطين هى مكونات بناء هذا البيت، الذى تتفاوت مساحته تبعاً للأرض المقام عليها، بينما كانت جذوع وجريد النخل وسيلة النوبى لتشييد سطح بيته، على هيئة قباب من الطوب اللبنى تشبه أنصاف البراميل.

وهو ما جاء فى وصف الرحالة «ديتون» لعمائر النوبة، أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام ١٧٩٨، حيث ذكر أنها تمتاز بالروعة فى مظهرها، وتتناسق عمارتها، برغم إقامتها من اللبن الممزوج بجريد النخيل وجذوعه.

كان للبيت النوبى القديم سور خارجى، به بوابة من الطوب اللبن، تعلوها باكية يغلقها باب خشبى، حيث تقودك تلك البوابة لفناء مكشوف، تحيط به غرف الدار من جميع الجهات، ولا يزال البيت النوبى رغم موجات التحديث يحتفظ بطرازه المميز، حيث يتم بناء الجدران الخارجية للبيت النوبى على قطعة مربعة أو مستطيلة من الأرض، تتسع لصحن داخلى تتوسطها مكونات الدار وهى، مدخل البيت،

ويوجد به المندرة المخصصة لاستقبال الضيوف، ثم الفناء الذى يعرف فى النوبة باسم «الحوش السماوى»، وتحيط به غرف النوم التى يطلقون عليها «القباوى»، يجاورها فى أحد الأركان «المخزن» الذى يحتوى على كل احتياجات المنزل من غلال، ثم المطبخ الذى يعرف فى النوبة باسم «الديوكة»، ثم الحمام، وفى مواجهة بوابة المنزل فى الفناء ترى «المزيرة» الخاصة بوضع «أزيار» الماء، وتضم «المزيرة» النوبية ٣ عيون يوضع بكل منها «زير» مخروطى الشكل.

وللبيت النوبى باب رئيس خاص بدخول النساء والخروج منه، دون المرور بجوار المضيفة، يعرف هذا الباب عند عرب العليقات باسم «نقادة»، وعند الكنوز والفديجا، باسم «السر». ويتجسد عشق النوبى للألوان والزخارف فى تصميم بيته، حيث تزين جدران المنزل من الخارج بنقوش شبه غائرة، تجمع بين الأشكال الهندسية، وصور الكوكب والنجوم. كما يلجأ النوبى فى تزيين بيته لاستخدام أطباق خزفية ترشق فى الجدران، وتحمل غالباً اللون الأبيض أو الأزرق، وهما لونان يحملان دلالات تراثية لدى النوبى، لمنع السحر والحسد.

ومن الممكن أن ترى فى أعلى بوابات البيوت النوبية غزلانًا أو تماسيح أو طيورًا محنطة. ولا تخفى عليك لمسات المرأة النوبية عند دخولك البيت هناك، فالنظافة الشديدة هى العنوان الأول فى كل البيوت، يليها الاهتمام ببعض التفاصيل التراثية التى تتضح معالمها فى سلال الخوص، وأشغال الخرز، وأكلمة الصوف التى تزين الأرضيات بألوان غاية فى الإبداع، إلى جانب لوحات جدارية يرسمونها على الحائط لتجسد حياة النوبيين اليومية.

عندما سألوا المعمارى حسن فتحى عن سر اهتمامه بالطراز النوبى وتبنيه له، أجاب أن السبب يكمن فى «أنه وجد فيه الحل المناسب، إن لم يكن الأمثل لمشكلة شديدة الإلحاح، هى توفير بيت لكل فلاح فقير فى الريف المصرى، بتكلفة اقتصادية منخفضة تناسب دخل هذا الفلاح، على ألا تنتقص هذه التكلفة المنخفضة من حقه فى أن يكون له بيت متين وواسع ومريح وجميل».

أدرك حسن فتحى فطرة النوبيين فى البناء والتشييد والتصميم، كما لو كانوا من كبار المصممين، حيث إن البيت النوبى يستمد تهويته وإضاءته من فناء داخلى تنفتح عليه نوافذ البيت من الداخل، وهو ما يحمى أهل البيت من الأتربة والتيارات الهوائية الشديدة، بالإضافة إلى توفير الفناء عنصر الخصوصية للبيت وحرمته التى تتوافق مع القيم الأخلاقية لساكنيه.

المقارنة بين مساحة البيت النوبى القديم، ومساحة المنازل التى بنتها الحكومة فى قرى التهجير، قد تعطيك بعض الإجابة عن سبب رفض النوبيين ممن تم تهجيرهم تلك البيوت، فالبيت النوبى القديم كما فى منطقة غرب سهيل على سبيل المثال، تتراوح مساحته بين ٥٠٠ و٢٠٠٠ متر، بينما البيت فى قرى التهجير لا تزيد مساحته على ٣٠٠ متر. ولكن أيا كان مكان المنزل سواء على النيل أو فى كوم أمبو التهجير، يظل البيت النوبى ذا سحر خاص لا تستطيع مقاومته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجتمع النوبى 4 ( المصرى اليوم )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: عنيبـــــــــــــة الخير :: الاجــــــــــــتـــمــاعي-
انتقل الى: