بين زوجتي والبائعة في محل الهدايا والزهور [ موقف محزن ] . . !
ذهبتْ زوجتي إلى إحدى الأسواق النسائية المغلقة لشراء بعض الحاجيات حيث هناك تأخذ المرأة راحتها في شراء ما تحتاجه .. ومن ضمن المحلات الموجودة محل لبيع الهدايا والزهور حيث ذهبت إليه لشراء بعض الهدايا..
وهناك .. دار بينها وبين البائعة _والتي هي من جنسية عربية_ بعض الأحاديث حيث أفصحت البائعة لزوجتي أمرا محزناً . . !
وهو أن هناك بعض الفتيات تأتي إليها في المحل وتختار درعا تذكاريا ثم تطلب منها كتابة بعض عبارات الحب والغرام على الدرع.. وبعد كتابة العبارات تسألها البائعة لمن تكتب الإهداء. .؟
وهنا تحتار الفتاة ولكن تفصح عن السر وأن الإهداء هو لحبيبها . . ! الذي تتحدث معه في الهاتف ..! ثم تبرر ذلك بعد أن ترى استغراب البائعة بأنه قد وعدها بالزواج ! وهنا تقف البائعة الغيورة موقفا مشجعا حيث ترفض إكمال الدرع وبيعه عليها . . !
الموقف انتهى إلى هنا . . ولكن المقصود منه لم يأتي بعد . . ولعله يتضح في هذه التساؤلات :
إلى متى وبعض الفتيات تركض وراء وهم الزواج من شاب لا تعرف عنه إلا الرقم الذي يتصل منه . . ؟
وما عدا ذلك فهو بين مجهول ومشكوك في صحته من اسم ومكان وحالة ونحو ذلك مما يتعلق بالشاب . . ! وفي المقابل تجد الفتاة وبسبب تصديق هذا الوهم من جهة والهيام في بحر الحب الزائف من جهة أخرى تتفوه بكل شيء عنها وعن أهلها حتى عن بعض الأمور الخاصة . . ! كل ذلك بدعوى [ الزواج ] . . !
أليس هذا من السذاجة والبلاهة المتناهية !
ولكنها سكرة الحب المزيف والغشاوة التي تصيب الفتاة المسكينة من جراء إمطارها بوابل من الكلمات المخدرة والتي لا تملك معها إلا الاستسلام لهذا الوقح الذي لن يتوقف عند وعدها بالزواج بل سيمضي يعدها ويمنيها ويخادعها حتى ينتزع منها أغلى ما تملكه . . ! بعدها تذهب كل وعود الزواج التي كان يعد بها الفتاة أدراج الرياح .. ! والله المستعان ..
تساؤل أخر :
لو فرض أن هذا الشاب كان صادقا في الزواج من هذه الفتاة فتقدم لخطبتها ثم وافق أهلها عليه وتمت الأمور طبيعية كما يظهر لأهله وأهلها والذين لا يعلمون عن العلاقة السابقة أي شيء ثم بعد الزواج اجتمعا في بيت واحد وعاشا حياة زوجية بعد أن كانت علاقتهما علاقة عبر الهاتف ..
هنا يأتي السؤال بل الأسئلة التي تطرح نفسها وذلك بعدما تذهب سكرة الحب المزعومة . . !
== هل تظن الفتاة أن هذا الشاب سيعاملها معاملة من لم يعلم عن ماضيها شيء..؟
== وهل ستكون الاتصالات على بعض الأقارب والأصدقاء والرسائل بأنواعها والجلوس لساعات أمام النت محل ظنون وشكوك فيما بينهما..؟
== وهل ستخلو حياتهما من الشكوك فيما بينهما ..؟ أم أن كل واحد منهما سيفسر بعض الأمور الواضحة فضلا عن الخفية والمشبوهة تفسير ريبة وشك ..؟
== وهل ستكون الأرقام المجهولة والخاطئة والاسماء المخزنة مما لا يعرفه أحد الطرفين محل شك و تساؤلات !
== وهل ستكون زيارات الزوجة لصديقاتها وغياب الزوج عن البيت لساعات طويلة و السفريات المجهولة محل ثقة عند الزوجة ..؟
== وهل ستُمحى من ذاكرة كلا الطرفين ما كانا يمضيانه من أوقات في المعاكسات !
== وعموما هل سيرتاح كل منهما مما يقذفه الشيطان من وساوس وظنون وشكوك ومخاوف في قلوبهما والتي ستكون حاضرة عند أدنى فعل أو قول أو تصرف قد يخرج بحسن نية !
فيكون كل ذلك مما يقض مضاجعهما ويحول حياتهما إلى نكد وحيرة واضطراب !
ولعل تفكير الفتاة بعقلها لا بعاطفتها بعد استعانتها بالله مما يساعدها على تصور هذه الآثار وغيرها والابتعاد عن جحيم المعاكسات ..والتأكد بأن هذه الآثار نتيجة طبيعية عندما يتزوج المعاكس بمن يعاكسها وإن كان هذا لا يتحقق ألا نادرا وإن تحقق فلن يكون زواجا طبيعيا بل سيشوبه ما يشوبه من هذه الآثار وغيرها ..
فهذه الآثار لكي تعرف الفتاة ما قد يحدث عندما تتزوج بمن تعاكسه فكيف إذا عرفت أن وعود الزواج التي يتغنى بها المعاكس _ وهي الحقيقة المؤلمة التي تجهلها أو تتجاهلها بعض الفتيات_ أنها وعود كاذبة وغطاء يتخذه المعاكس كي يستدرج الفتاة المسكينة فتنساق وراء طلباته ورغباته والتي لا تنتهي
لذلك فإن نظرة الشاب لمن يعاكسها نظرة يجب أن تتأمل فيها الفتاة حتى تعرف حقيقة من تعاكسه وتعلم أن ما يدعيه من وعد بالزواج ما هو إلا مخادعة لها . . ! فكل من يعاكس لن يتزوج من يعاكسها لأنه يرى [ أن من خانت أهلها فقد تخون زوجها ] . . ! فإذا كانت هذه نظرته لمن يعاكسها فيكف تؤمل فيه وتصدق هذا الوهم . .
بل إن المعاكس قد اتخذ من معاكسته للفتاة وسيلة متعة وتسلية فإن حصل له ما يريد منها وإلا فلم يخسر شيئا ! لأنه وجد من يلعب بمشاعرها وعواطفها ! ويقضي الوقت معها ..بل ومع غيرها.. لأن المعاكس لن يقف عند معاكسة فتاة واحدة وإن حاول إشعار من يعاكسها بأنها المسيطرة على حياته وأنه لا يفكر إلا بها وأنه لن يجد أفضل منها وسيتقدم لخطبتها من أهلها في أقرب وقت ! ونحو ذلك من الكلمات المخدرة ..!
ألا أنه كاذب في ذلك ..!
لأن المعاكسات _حمانا الله جميعا من شرها _ عالم يجر بعضه بعضا.. فمن دخله فلن يقف عند حد بل سيبحث عن الفتيات ويتصيدهن وما فاته من إحداهن وجده في الأخرى ..! وهكذا ..
وهنا يتبين_ لمن كان لها عقل من الفتيات _ أن المعاكس لا هم له إلا المتعة ..! وهذا هو الدليل وهو محادثته أكثر من فتاة واستمراره في البحث عنهن وأن فكرة الزواج التي يدندن حولها ويدعيها ليست أصلا في قاموسه ..! لأن من كانت هذه حاله يتحدث مع أكثر من فتاة ويعد كل واحدة بالزواج ! أنه ليس صادقا في وعده بالزواج ممن يعاكسها .. !
فظهر أن هذا هو الأصل في وعود الزوج وما عدا ذلك من الزواج الذي ينتج من هذه العلاقات فهو نادر جدا وإن حدث فلن يخلو من الآثار التي سبق ذكرها وغيرها ...والله المستعان ..
وقد ذكر الشيخ خالد الصقعبي حفظه الله في شريطه المميز [ كيف ينظرون إليك ] _ والذي يجب أن تستمع إليه كل فتاة_ ومن ضمن القصص التي ذكرها الشيخ أنه وجد في جوال أحد المعاكسين اسم [ حثالة رقم ( 5 ) ] ! وهو اسم لإحدى الفتيات اللاتي كان يعاكسهن هذا الشاب وترتيبها الخامسة ...!
أرجو أن تكون الصورة واضحة لكل فتاة سواء ممن حماها الله حتى تحذر وتبتعد أو ممن تفكر فتتعظ وتنتبه أو ممن ابتليت بهذه المعاكسات فتعود وترجع إلى رشدها ..
أسأل الله الحفظ لجميع بنات المسلمين وأن يشغل كل من يريدهن بسوء بنفسه ..آمين.