عادات العظماء
سنتحدث عن العظمة هنا كممارسات عملية وصفها ستيفن كوفي في كتابه ( العادة الثامنة – من الفعالية إلى العظمة),
وكان قد ألف هذا الكتاب بعد ربع قرن تقريباً من كتابه الشهير ( العادات السبع للأشخاص ذوي الفعالية العالية). حدد في كتابه ( العادات السبع ) سبع عادات يمارسها الأشخاص الفعالون في هذه الحياة و هي باختصار :
العادة الأولى: كن مبادراً: أي أن تتحمل مسؤولية تغيير الظروف المحيطة بك, وأن تقوم بصنع فرص النجاح بدلاً من انتظارها .
العادة الثانية: ابدأ والغاية في ذهنك: أي أن تكون لك رسالة محددة في هذه الحياة, وأن ترسم في ذهنك صورة واضحة عن الهدف الذي تريد الوصول إليه قبل القيام بأي عمل.
العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم: أي أن ترتب أولوياتك و أن تركز وقتك وجهدك على إنجاز الأمور الأكثر أهمية.
يعتقد ستيفن كوفي أن الإنسان عندما يمارس العادات الثلاث السابقة باستمرار, فإنه سوف يحقق النصر الشخصي, و هذا من شأنه أن يسهل عليه ممارسة العادات الثلاث التالية التي تحقق للإنسان النصر الجماعي أي النجاح في علاقاته مع الآخرين وهذه العادات هي:
العادة الرابعة: فكر بتحقيق المنفعة للجميع: أي أن تفكر في مواقف الخلاف وأن تجد لها حلاً بحيث يحقق الفائدة لك و للطرف الآخر.
العادة الخامسة: افهم الآخرين أولاً لكي يفهموك: أي أن تسعى إلى فهم وجهة نظر الآخرين قبل أن تحاول عرض وجهة نظرك عليهم.
العادة السادسة: تكاتف: أي أن تتعاون مع الآخرين بطريقة تضيف فيها نقاط قوتك إلى نقاط قوتهم, وتذكر أن: "في الاتحاد قوة, وفي التفرق ضعف".
العادة السابعة: اشحذ المنشار: أي أن تقوم بتجديد طاقاتك العقلية والجسدية والقلبية والروحية باستمرار لكي تتمكن من القيام بالعادات الست الباقية بأفضل شكل ممكن.
إن ممارسة هذه العادات السبع تنقل الإنسان من حالة الخمول والسلبية إلى حالة الفعالية والعطاء والإيجابية.
لكن ستيفن كوفي وجد أن في داخل كل إنسان طاقات هائلة لا تنطلق إلا بممارسة عادة أخرى تنقل الإنسان من الفعالية إلى العظمة وهي العادة الثامنة.
العادة الثامنة: اعثر على صوتك، وألهم الآخرين لكي يعثروا على أصواتهم :
يرى السيد كوفي أن الإنسان يعثر على صوته عندما يكتشف موهبة أعطاه الله إياها ثم يضع هذه الموهبة في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسه و ترضي ضميره. أي أن الإنسان يعثر على صوته عندما تجتمع لديه أربعة عوامل:
1- الموهبة.
2- حاجة إنسانية.
3- الحماس.
4- الضمير.
وهو يرى أن الإنسان عندما يعثر على صوته يصل إلى مكامن القوة في داخله فتتفجر طاقاته وإمكانياته الهائلة, كما أن الإنسان الذي عثر على صوته يتحول إلى شخص ملهم يعدي الآخرين بحماسه وتوقده ويشجعهم لكي يعثروا على أصواتهم. فالأستاذ الذي يتمتع بموهبة التدريس ( أولاً ), والذي يلبي بموهبته تلك حاجة الناس إلى التعلم (ثانياً ) ,
و الذي يشعر بالمتعة و الحماس أثناء قيامه بعملية التدريس (ثالثاً), والذي يمارس التدريس بطريقة أخلاقية ترضي ضميره ( رابعاً) هو أستاذ عثر على صوته .
وهذا الأستاذ لن يكون أستاذاً ناجحاً فحسب بل سيكون أستاذاً ملهماً لطلابه وسيترك في نفوسهم أثراً إيجابياً لن يزول أبداً.
عزيزي القارئ إن كنت قد عثرت على صوتك فستفهم تماماً ماذا يعني عثور الإنسان على صوته، و إن كنت لم تعثر على صوتك بعد فالفرصة لم تزل سانحة أمامك.
ابحث عن موهبة أعطاك الله إياها وضعها في خدمة حاجة إنسانية بطريقة تشعل حماسك و ترضي ضميرك. عندها تكون قد وضعت قدمك على الطريق الموصل إلى العظمة الحقيقية