ona صاحب الحضور الدائم
الابراج : عدد الرسائل : 408 العمر : 42 تاريخ التسجيل : 16/05/2008
| موضوع: طريقة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته السبت 7 يونيو 2008 - 6:57 | |
| أهل السنة والجماعة هم الذين اجتمعوا على الأخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم والعملِ بها ظاهراً وباطناً في القول والعمل والاعتقاد.
وطريقتهم في أسماء الله وصفاته كما يأتي:
أولاً : في الإثبات، فهي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. ثانياً : في النفي، فطريقتهم نفي ما نفاه الله عن نفسه في كتابه أوعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، مع اعتقادهم ثبوتَ كمال ضده لله تعالى. ثالثاً : فيما لم يَردْ نفيه ولا إثباته مما تنازع الناس فيه كالجسم والـحَيْز والجهة ونحو ذلك، فطريقتهم فيه التوقفُ في لفظه فلا يثبتونه ولا ينفونه لعدم ورود ذلك، وأما معناه فيستفصلون عنه، فإن أريد به باطل - يُنَزَّه الله عنه - رَدُّوه، وإن أريد به حق - لا يمتنع - على الله قبلوه. وهذه الطريقة هي الطريقة الواجبة، وهي القول الوسط بين أهل التعطيل وأهل التمثيل. وقد دل على وجوبها العقل والسمع. فأما العقل، فوجه دلالته أن تفصيل القول فيما يجب ويجوز ويمتنع على الله تعالى لا يُدرك إلا بالسمع، فوجب اتباع السمع في ذلك بإثبات ما أثبته ونفي ما نفاه والسكوت عما سكت عنه.
وأما السمع فمن أدلته قولُه تعالى: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون ) وقولُه: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) وقولُه: ( ولا تقف ما ليس لك به علم ). فالآية الأولى دلت على وجوب الإثبات من غير تحريف ولا تعطيل، لأنهما من الإلحاد. والآية الثانية دلت على وجوب نفي التمثيل. والآية الثالثة دلت على وجوب نفي التكييف، وعلى وجوب التوقف فيما لم يرد إثباته أو نفيه.
وكل ما ثبت لله من الصفات فإنها صفات كمالٍ يُحمَد عليها ويُثنى بها عليه، وليس فيها نقص بوجه من الوجوه، فجميع صفات الكمال ثابتة لله تعالى على أكمل وجه.
وكل ما نفاه الله عن نفسه فهو صفات نقصٍ تنافي كمالَه الواجبَ. فجميع صفات النقص ممتنعة على الله تعالى لوجوب كماله.
وما نفاه الله عن نفسه فالمراد به انتفاءُ تلك الصفةِ المنفيةِ وإثباتُ كمال ضدها، وذلك أن النفي لا يدل على الكمال حتى يكون متضمِناً لصفة ثبوتية يحمد عليها. فإن مجردَ النفي قد يكون سببَه العجزُ فيكون نقصاً، كما في قول الشاعر: ( قُبِيِّلَهٌ لا يغدرون بذمة، ولا يظلمون الناس حبة خردل ). وقد يكون سببَه عدمُ القابلية، فلا يقتضي مدحاً، كما لو قلتَ: الجدار لا يظلم.
إذا تبين هذا، فنقول: مما نفى الله عن نفسه الظلم، فالمراد به انتفاءُ الظلم عن الله مع ثبوت كمال ضده وهو العدل. ونفى عن نفسه اللُّغوب وهو التعب والإعياء، فالمراد نفي اللغوب مع ثبوت كمال ضده وهو القوة. وهكذا بقية ما نفاه الله عن نفسه، والله أعلم. | |
|